يستعد الفيفا لاتخاذ قرار بشأن الدولة المضيفة لنسخة كأس العالم 2034، رغم أن الأمور تبدو وكأنها محسومة لصالح السعودية، التي تعتبر الدولة الوحيدة التي تقدمت بطلب استضافة البطولة.
حذر عدد من المحامين الفيفا من “التعامل مع السعودية” من خلال منحها شرف استضافة كأس العالم.
ووفقًا لصحيفة “ذا غارديان”، قام المحامون البارزون مارك بيث، وستيفان ويرنبرغ، ورودني ديكسون بتقديم تقرير إلى الفيفا في مايو من هذا العام، يتناول انتهاكات المملكة الغنية بالنفط لسياسات حقوق الإنسان التي وضعتها الهيئة الدولية لكرة القدم.
ومع ذلك، أشار الثلاثة إلى أن المنظمة التي يقودها جياني إنفانتينو لم تتجاوب بعد مع تقريرهم الذي يدعو المملكة العربية السعودية إلى “إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين” وتحسين حقوق المرأة في البلاد، بالإضافة إلى مطالب أخرى.
ماذا قال المحامون بشأن السعودية؟
في هذا السياق، صرح ديكسون، الذي يمثل أرملة الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، قائلاً: “ندعو الفيفا، بتاريخه العريق في اتخاذ مواقف لصالح حقوق الإنسان، وليس من المقبول على الإطلاق عدم الرد على تقريرنا.”
كما أضاف: “يجب أن يكون هناك تشاور. يجب أن تتغير الأمور إذا كانت السعودية ترغب في استضافة كأس العالم. لا يمكننا قبول توصيات غامضة أو سيناريوهات غير واضحة”.
وأكد ديكسون أن الفيفا اتخذت إجراءات صارمة في الماضي، ولا يوجد سبب للاعتقاد بأنها لا تستطيع القيام بذلك مرة أخرى فيما يتعلق بكأس العالم 2034.
وأوضح قائلاً: “نحن لسنا وحدنا في دعوتنا إلى مراجعة شاملة وصحيحة. لدى الفيفا القدرة على اتخاذ قرارات مؤثرة. في السابق، اتخذت خطوات دراماتيكية، وفرضت حظراً على دول مثل روسيا وإندونيسيا، وكان لهذا تأثير كبير في تغيير الانطباعات. نعتبر هذه لحظة محورية أخرى”.
من جانبه، أشار بييث إلى أن استضافة الحدث في السعودية تمثل “خطرًا كبيرًا” على الفيفا.
وعلق قائلاً: “إن انطباعي هو أن السعودية تشعر بالتوتر حيال النقد العام، وهم يشكلون تهديدًا. هذا هو رأيي، ولا أتردد في قوله علنًا. الناس هنا يتعاملون مع مصدر غير موثوق، وبالتالي، هناك خطر كبير.”
تجدر الإشارة إلى أن كأس العالم قد أقيم في روسيا وقطر عامي 2018 و2022، ومن المقرر أن تُقام النسخ المقبلة 2026 و2030 في عدة دول.
سوف تستضيف الولايات المتحدة كأس العالم 2026 بالتعاون مع المكسيك وكندا، بينما ستقام النسخة المئوية للمونديال في عام 2030 في إسبانيا والبرتغال والمغرب، مع احتضان الأرجنتين وباراغواي وأوروغواي لمباريات الذكرى، ومن المتوقع أن يعود كأس العالم للاستضافة من قبل دولة واحدة في عام 2034.
