هل تُوّج نهضة بركان بالدوري المغربي بمساعدة الحكام؟

لا يكاد موسم من مواسم الدوري المغربي ينتهي إلا ويصاحبه جدل تحكيمي، إلا أن موسم تتويج نهضة بركان الأخير حمل بين طياته نقاشًا أكثر حدة من المواسم السابقة.
طرح أنصار الأندية المنافسة على اللقب خاصة قطبي الدار البيضاء الرجاء والوداد، والفريق العاصمي الجيش الملكي تساؤلات عدة حول شرعية ونزاهة تتويج بركان للمرة الأولى في التاريخ، ومدى تأثير رئيس السابق فوزي لقجع الذي يعمل منذ عام 2016 رئيساً للجامعة الملكية لكرة القدم.
وتعتقد شريحة كبيرة أن لقب الدوري المغربي موسم 2025/2024 حُسم قبل 5 جولات من النهاية بفعل تدخلات الصافرة، ولم يكن ليحدث ذلك لولا المجاملات في مباريات بعينها.
مشروع نهضة بركان يكشر عن أنيابه
نهضة بركان، الفريق الذي صنع لنفسه مكانًا ثابتًا في منظومة الكرة المغربية والقارية خلال السنوات ال10 الماضية، لم يصل للقمة بالصدفة، وهذا لا شك فيه.
تطور الفريق في المنافسات المختلفة بالتأهل لنهائي كأس العرش المغربي ثم التتويج به بالتزامن مع الفوز بكأس الاتحاد الافريقي (الكونفيدرالية) في مناسبتين.
وأسس نهضة بركان مشروعه المتكامل بقيادة رئيسه السابق فوزي لقجع، بناء على الاستقرار الإداري، والانتدابات المحسوبة، والتدرج الفني والأكاديمي الواضح منذ دخوله المربع الذهبي للدوري المغربي ومنافسته على الكأس المحلية.

لكن كل ما ذكر لا يمنع من فتح ملف الحالات التحكيمية التي أثيرت حول مباريات الفريق البركاني في رحلة أول تتويج بلقب الدوري المغربي عام 2025، خاصة في مراحل الحسم خلال النصف الثاني من الموسم.
المتابع المحايد سيجد أن بركان استفاد كما استفاد غيره من قرارات تحكيمية، بعضها أثار الجدل، مثل ركلات جزاء مُحتسبة أو بطاقات ملونة في توقيتات حساسة، وهو أمر بات شائعًا في دورياتنا العربية حيث غياب الثقة الكاملة في تقنية الـVAR وأحيانًا تأخر استخدامها بشكل صحيح.
لكن السؤال الأعمق: هل التحكيم كان العامل الحاسم الوحيد؟ الإجابة ببساطة لا. لأن بركان مع مدربه التونسي معين الشعباني أثبت أنه فريق منظم دفاعيًا، ويملك خط وسط قويًا، ويعرف كيف يُدير المباريات تحت الضغط، وهو ما انعكس في نتائجه أمام كبار الدوري، بغض النظر عن الجدل التحكيمي.
في النهاية، ما بين ضغوط المنافسين وتصريحات الجماهير، يبقى العامل الفاصل هو العمل داخل المستطيل الأخضر. ويبقى التحكيم، رغم أهميته، جزءًا من المشهد وليس كل المشهد.
ولعل الحل يكمن في تحسين منظومة التحكيم المغربي تقنيًا ونفسيًا، كي لا يتحول كل نجاح لفريق اجتهد وثابر إلى مناسبة للتشكيك والتخوين.