في واقعة أثارت الجدل، قرر قاضي لجنة المسابقات في رابطة الليغا تأجيل مباراة برشلونة وأوساسونا بالجولة 27 من الدوري الإسباني، والتي كان من المقرر إقامتها ليلة أمس السبت، بسبب وفاة طبيب الفريق كارليس مينيارو.
القرار بدا مفاجئًا، خاصة أن الطبيب فارق الحياة بالفعل في فندق الإقامة بعد الظهيرة، ما يعني أن إدارة برشلونة كانت أمامها ساعات كافية قبل موعد المباراة (20:00 غرينتش) لاتخاذ الإجراءات اللازمة، بتقديم طلب مبكر بتأجيل المباراة للرابطة أو التعامل مع الموقف بطرق أخرى، لكن وقتها ربما لم تكن لتوافق الرابطة وتكتفي بدقيقة صمت حداداً على روح الطبيب.
ما يثير التساؤلات هو أن النادي أعد للمباراة بشكل طبيعي، حيث توجهت الحافلتان إلى ملعب مونتجويك، وفتح الملعب أمام الجماهير، وأعلن الحكم الرئيسي التشكيلات الرسمية، وفجأة تذكر الجميع عدم وجود الطبيب!.
حتى اللحظات الأخيرة من صافرة البداية، لم يظهر أي مؤشر على وجود حالة وفاة داخل الفريق، بل على العكس، ظهر اللاعبون والمدرب هانزي فليك في مزاج طبيعي داخل غرفة الملابس، وفقًا لمقاطع الفيديو التي نشرها الحساب الرسمي للنادي قبل وبعد إعلان التشكيلة الأساسية.
ما سبب التشكيك في نوايا برشلونة؟
إذا نظرنا إلى الأمر بحسن نية، ربما لم يلاحظ أحد غياب الطبيب، خاصة أنه اختفى بعد الغداء لأخذ قيلولة في غرفته، مما جعل الفريق يتحرك إلى الملعب دون أن يلحظ عدم وجوده لاحقًا.
وعند اكتشاف عدم وجوده، قد تكون إدارة النادي تواصلت مع الفندق واستغرق الأمر بعض الوقت حتى تم العثور عليه وقد فارق الحياة.
لكن إذا فكرنا بطريقة أكثر واقعية لتفسير سبب الشك في نوايا برشلونة، هل من المنطقي ألا يلاحظ أحد غياب طبيب الفريق الأول طوال فترة ما بعد الظهيرة وحتى وقت المباراة، وكيف لم يتفقده زملاؤه في الطاقم الطبي؟ ولماذا لم يجرِ أي اتصال به قبل مغادرة الفندق إذا ما غفى في قيلولة طويلة في غرفته أو ما شابه.
من زاوية تحليلية، هناك فرضية قد تفسر الأمر: ربما استغل برشلونة الحدث لإجبار المسؤولين على إلغاء المباراة، خاصة أن الفريق يعاني بدنيًا بعد لعب أكثر من 70 دقيقة بعشرة لاعبين ضد بنفيكا في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب دالوش في عاصمة البرتغال لشبونة، بالتالي كان بحاجة ماسة إلى راحة إضافية قبل المباراة المرتقبة له أمام الفريق البرتغالي في الإياب منتصف هذا الأسبوع.
رئيس النادي جوان لابورتا أظهر وكأنه مُتفاجئ ومصدوم من وفاة الطبيب عندما أدلى بتصريح رسمي قال فيه “لقد فقدنا أحد أفراد عائلتنا في برشلونة. كارليس مينيارو لم يكن مجرد طبيب، بل كان صديقًا للجميع”.
أضاف “قررنا عدم خوض المباراة احترامًا له ولعائلته، فقد كان رجلاً استثنائيًا، وأردنا أن نكرّمه بأفضل طريقة ممكنة”.
لكن رغم الكلمات العاطفية للابورتا، ستبقى علامات الاستفهام قائمة وستظل تطارد برشلونة حتى نهاية الموسم، خاصة أن إعلان خبر الوفاة جاء متأخرًا نسبيًا، وما يزيد الشكوك هو مدى حاجة برشلونة البدنية إلى تأجيل هذه المباراة أكثر من أي وقت مضى لتخفيف الضغط على لاعبيه في شهر الحسم.
وحافظ برشلونة على صدارة جدول ترتيب الليغا برصيد 57 نقطة بفارق نقطة عن أتلتيكو مدريد الذي خسر ظهر يوم الأحد 9 مارس 2025 بهدفين لهدف أمام جاره خيتافي، وسيظل النادي الكتالوني على رأس جدول الترتيب حتى لو تمكن ريال مدريد من هزيمة ضيفه رايو فايكانو في وقت لاحق من مباريات الأحد، وذلك بسبب فارق الأهداف الذي يصب لصالح البلوغرانا.
