هل كان السير أليكس فيرغسون يستحق 2 مليون إسترليني سنوياً؟
أعلن مانشستر يونايتد إنهاء عقد السير أليكس فيرغسون كسفير عالمي للنادي، ويبدو أن الأمر الأكثر صدمة في هذا الخبر ليس قرار المالك المشارك، السير جيم راتكليف، بإنهاء العقد، بل هو أن فيرغسون كان يحصل على مبلغ 2.16 مليون جنيه إسترليني سنويًا فقط مقابل مصافحة عملاء الصناديق التنفيذية.
يعتبر السير أليكس فيرغسون، الذي سيبلغ من العمر 83 عامًا في نهاية هذا العام، أسطورة للنادي وله تأثير كبير داخل أروقة أولد ترافورد، لكن يقال إنه لم يعد في أفضل حالاته الصحية هذه الأيام وكان لابد من الذهاب نحو قرار إعفاءه من مهامه.
وفقد فيرغي زوجته، كاثي، قبل عام. واضطر لمشاهدة فريق مانشستر يونايتد دون المستوى خلال الـ 11 عامًا الماضية التي تلت اعتزاله التدريب.
وسيصبح المدرب الاسكتلندي المعتزل غير قادر على الاقتراب من الفريق الذي صنعه، سواء بدخول غرفة تبديل الملابس أو حضور الاجتماعات الفنية المؤثرة، إذ اكتفت إدارة النادي بالسماح له بحضور المباريات فقط.
هل إدارة مانشستر يونايتد على حق؟
قد يجادل البعض أنه يجب دفع أموال لشخص ما ذو قيمة تاريخية مثل فيرغسون، لمشاهدة مانشستر يونايتد وهو يلعب أسوأ كرة قدم تحت قيادة ديفيد مويس أو إريك تن هاغ، لكن هل 2 مليون جنيه إسترليني في السنة أمر معقول؟
المبالغ التي تنفقها الأندية على رواتب لاعبي كرة القدم تبدو مبالغاً فيها بشكل فاضح، لدرجة أن ما ينفق في أسبوع واحد قد يصل إلى ما يكسبه معظم مشجعي النادي طوال حياتهم.
حتى 2 مليون جنيه إسترليني سنويًا كراتب لسفير النادي العالمي، يبدو مبلغًا تافهًا مقارنة ببعض الموظفين في مانشستر يونايتد، إذ يحصل أعلى لاعب في مانشستر يونايتد، كارلوس كاسيميرو، على ما يعادل ما كان يحصل عليه فيرغسون في سنة واحدة في ستة أسابيع فقط.
ولاعب خط الوسط الإنجليزي ماسون ماونت يحصل هو الآخر على 200,000 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع ونادرًا ما يتواجد في التشكيلة الأساسية منذ انضمامه من تشيلسي.
تمنح العديد من الفرق اللاعبين والمدربين السابقين، الذين قضوا فترة طويلة في خدمة النادي، أدوارًا بسيطة وشكلية داخل النادي بعد اعتزالهم، ويتضمن ذلك عادة ارتداء قميص وربطة عنق خاصة بالنادي والتواصل مع الجماهير في أجنحة الضيافة خلال المباريات، أو ربما القيام بجولات في الاستاد.
ويذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك؛ ففي فترة جائحة فيروس كورونا، اتصل قائد توتنهام هوتسبير السابق غاري مابوت بـ 3000 من المشجعين الضعفاء وكبار السن للتحقق من صحتهم وتقديم التهاني بعيد ميلادهم.
لكن هذه حالة استثنائية، حيث يشعر الكثير من الذين عاشوا في الفترة السابقة لتدخل “سكاي”، التي جعلت كل لاعب عادي في الدوري الممتاز مليونيرًا قبل بلوغ الثلاثين، بالامتنان للدخل الإضافي والفرصة لمواصلة شعورهم بالانخراط في عالم كرة القدم.
هل يستحق فيرغسون هذا المبلغ؟
لكن كل هذا لا ينطبق على السير أليكس فيرغسون. فهو ليس مثل أي مدرب عادي. إذ استمر في قيادة مانشستر يونايتد لمدة 27 عامًا في وقت يكافح فيه معظم المدربين للبقاء لمدة 27 شهرًا.
لم يفز بأول لقب له إلا بعد أربع سنوات، لكن تحت إدارات سابقة أتيحت له الفرصة لبناء فريق قادر على المنافسة، وهو شيء غير مرجح أن يحدث هذه الأيام.
لمسته الفنية موثقة في سجلات كرة القدم التاريخية بشكل رائع بعدد هائل من الألقاب، ولكن من المهم إعادة التأكيد عليها. فقد فاز بـ 13 لقبًا في الدوري الإنجليزي الممتاز بين عامي 1993 و2013، وهو ما لم يستطع أي مدرب فعله، ولم يكن بحاجة إلى داعم ثري من الشرق الأوسط لتحقيق ذلك، كما في حالة بيب غوارديولا.
وحقق فريقه الذي ضم العديد من النجوم المحليين والإنجليز، خمسة ألقاب في كأس الاتحاد الإنجليزي وأربعة ألقاب في كأس الدوري.
وإذا لم يكن ذلك كافيًا لتمييزه عن منافسيه، فقد شهد النادي أعظم انتصاراته في أوروبا تحت قيادته بتحقيق لقبين لدوري أبطال أوروبا وبطولة كأس الكؤوس الأوروبية مطلع تسعينيات القرن ال20.
كان فيرغي شخصًا صارمًا واستبداديًا، حيث كان يتخلص من اللاعبين النجوم، بغض النظر عن مدى جودتهم، إذا أغضبوه. وكان عليه التعامل مع الأنا الكبيرة لكل من بيكهام وكانتونا وروي كين ونيستلروي ونجح في ذلك.
هل يستحق كل ذلك منح السير أليكس فيرغسون مبلغًا كبيرًا بعد 11 عامًا من اعتزاله؟ ربما لا. وهل سيحتج أي مشجع لمانشستر يونايتد على ذلك؟ أيضًا، ربما لا.
ومع ذلك، فإن هذا يمثل دليلاً آخر على كيفية إنفاق الأندية لأموالها، مما يجعل الأمر مؤلمًا للغاية للمشجعين الذين شهدوا ارتفاع أسعار التذاكر، وقيام الفرق بالسفر لمسافات تصل إلى 100 كيلو فقط باستخدام طائرات خاصة للوصول إلى المباريات، وبيع القمصان المقلدة بسعر 100 جنيه إسترليني على الرغم من أنها ستصبح غير صالحة خلال عام.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إنهاء تقديم التسهيلات لكبار السن يزيد من معاناة هؤلاء المشجعين. كل هذا يحدث دون أن يخفي أحد النجاح الذي حققه فيرغسون الضغط الذي يعيشه الجمهور.