الدوري الإنجليزي

حسين حجازي.. أول ملك مصري في الدوري الإنجليزي قبل صلاح بـ 100 سنة

عندما يغنى جمهور ليفربول لهدافهم التاريخي في دوري أبطال أوروبا وأفضل هداف أجنبي في تاريخ العهد الحديث للدوري الانجليزي محمد صلاح بلقب الملك المصري “The Egyptian King”، فيجب أن يعلموا أنها ليست بأغنية جديدة، وليست المرة الأولى التي تطلق على لاعب مصري في إنجلترا، حيث تعود بدايتها لأكثر من 100 سنة.

في حقيقة الأمر اقتبس جمهور ليفربول هذا اللقب من جمهور لندن عندما أطلقه على النجم المصري حسين حجازي قبل 100 عام إبان الحرب العالمية الأولى، بعد أن أذهل الفتى القادم من النادي الأهلي جمهور مهد كرة القدم بمهاراته الفائقة والفريدة، التي تفوق بها على أشهر اللاعبين الإنجليز آنذاك سواء رفقة دولوتش هاملت أو فولهام.

هل حسين حجازي أول لاعب عربي في تاريخ الدوري الإنجليزي؟

أكدت الكتب الإنجليزية أن حسين حجازي كان أول لاعب عربي يخوض مباراة في جميع درجات الدوري الإنجليزي، وأول لاعب يتمكن من تسجيل هدف.

ولد حسين حجازي عام 1889، وكان أحد أوائل لاعبي كرة القدم المصريين الذين احترفوا في أوروبا بعد أن انطلقت مسيرته مع النادي الأهلي عام 1911، ضمن أول فريق كرة قدم رسمي يشكله العملاق الأحمر.

حسين حجازي - صورة اول لاعب عربي ومصري في الدوري الانجليزي بكل درجاته
حسين حجازي – صورة اول لاعب عربي ومصري في الدوري الانجليزي بكل درجاته

سافر حجازي إلى لندن بعد أشهر معدودة من ظهوره مع الأهلي بحجة استكمال دراسته في الهندسة، لكن شغفه الحقيقي كان كرة القدم، لذا بحث عن ناد لينضم له فور وصوله الى عاصمة الضباب.

اختار حجازي الالتحاق بصفوف  فريق دولويتش هاملت كونه الاقرب للمنزل الكبير الذي قرر أن يستأجره بعد أن رفض المكوث في سكن الطلاب.

منذ مباراته الأولى فرض نفسه سريعًا وأصبح حديث الصحافة والجماهير في العاصمة البريطانية، بفضل أسلوبه المميز وقدرته على المراوغة وصناعة الأهداف ليطلق عليه لقب “الملك المصري” نسبة الى ملوك المصريين القدماء (الفراعنة).

الانتقال الى فولهام والعودة بسبب الحرب العالمية

سرعان ما لفت حجازي أنظار نادي فولهام، الذي كان ينافس في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي، لينضم إلى صفوفه ويشارك في أول مباراة رسمية له يوم 11 نوفمبر 1911 ضد ستوكبورت كاونتي.

في هذه المباراة، دخل حسين حجازي التاريخ كأول لاعب مصري وعربي يشارك في الدوري الإنجليزي بمختلف درجاته، وسجل هدفًا وصنع آخر ليقود فريقه للفوز 3-1.

ورغم نجاحه مع فولهام، عاد حجازي إلى دولويتش هاملت احترامًا لجماهير النادي، حيث أصبح رمزًا لهم، كما أن لوائح الكرة الإنجليزية كانت تمنع وقتها تمثيل اللاعب لفريقين مختلفين.

وكانت أبرز لحظة في مسيرة حجازي توضح مدى الاحترام والتقدير الذي قد حظي به في الملاعب الإنجليزية، دعوته بعد غرق السفينة تيتانيك عام 1912 للمشاركة في مباريات خيرية لدعم عائلات الضحايا.

وقال الكاتب والمؤرخ البريطاني جاك ماكينوري في كتاب صدر عام 2018 حمل عنوان (حسين حجازي الملك المصري لدولوتش هاملت) إن خطوة الاستعانة بحجازي في مباريات سفينة تايتنك كانت تعكس المكانة الكبيرة التي اكتسبها في المجتمع الإنجليزي خلال فترة وجيزة.

وأشار جاك ماكينوري الى تسجيل حجازي لهدف في مرمى أياكس أمستردام خلال جولة أوروبية لفريق دولوتش، كما واجه الفريق التاريخي أتلتيك بيلباو في إسبانيا، مما جعله لاعبًا عالميًا بمعايير ذلك العصر.

ولم تستمر مسيرة الملك المصري الاول في الملاعب الانجليزية طويلاً بسبب الحرب العالمية الأولى ليعود إلى مصر عام 1913 من أجل مواصلة مسيرته الكروية.

وأصبح حجازي مع الوقت قائدًا ومدربًا للمنتخب المصري، محققًا رقمًا تاريخيًا في الأولمبياد، كأكبر لاعب يسجل في دورة أولمبية حتى جاء الويلزي ريان غيغز أسطورة مانشستر يونايتد ليكسر الرقم المصري بتسجيله لهدف في أولمبياد لندن 2012 مع منتخب بريطانيا العظمى.

لم يكن حسين حجازي مجرد لاعب كرة قدم، بل كان أول سفير مصري للعبة في ملاعب أوروبا، وأحد رواد الاحتراف في تاريخ الكرة المصرية والعالمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى